أخبار التعليم
نزيف الخبز!!! من المسؤول؟؟
مباراة الصحفيون الشباب من أجل البيئة 2019 صنف التحقيق الصحفي ثانوية الإمام الغزالي الإعدادية

تقديم
نتيجة النمو الديمغرافي السريع، سيشهد العالم من وقتنا الحالي وحتى سنة 2050 زيادة في الطلب على الأغذية بنسبة تقدر بين 40% و 70% . هذا المعطى الخطير يهدد الأمن الغذائي للمجتمعات خاصة دول البحر الأبيض المتوسط، حيث تعد هذه الدول الأكثر تبذيرا للأغذية. ففي المغرب مثلا يصل المبلغ الذي تبذره كل أسرة على مختلف الأغذية حوالي 500 درهم، على رأس هذه الأغذية نجد مادة الخبز بشتى أنواعه. فهذا الأخير يحتل مكانة مهمة في النظام الغذائي المغربي بحيث لا تخلو أي مائدة منه، إذ يقدر استهلاك هذه المادة في مدينة الدار البيضاء وحدها ب 31 مليون رغيف يوميا حسب تصريح السيد الحسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية للمخابز و الحلويات، أي بمعدل يتراوح بين 3 و 4 أرغفة للفرد الواحد يوميا. فما هي أسباب هذا التبذير؟ و ما آثاره؟
تبذير الخبز: ما السبب؟؟
يرجع تبذير الخبز أساسا الى ثقافة المجتمع المبنية على الاحتياط “اللهم يشيط و لا يخص” وغياب ثقافة ترشيد الاستهلاك، الشيء الذي ينتج عنه رمي كميات كبيرة من الخبز يوميا. و يظهر هذا بحدة في شهر رمضان وأيضا في فصل الصيف حيث تكثر الأعراس و المناسبات. و هذا ما أكدته منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة في تقرير لها بتاريخ 2016.
في مقال له في جريدة “L’ECONOMISTE”، أكد الدكتور محسن بلمهدي، أخصائي في علم الاجتماع، أن تغير نمط الاستهلاك عند المغاربة وتمدين المجتمع، وتغير البنيات الأسرية بالإضافة الى المحافظة على التقاليد العائلية الخاصة بالتغذية، كل هذه الأسباب جعلت المغاربة يشترون أكثر من حاجياتهم خاصة في مادة الخبز.

الآثار الاقتصادية
مما لا شك فيه أن تبذير الخبز له آثار اقتصادية سلبية مهمة، لا سيما و أن المغرب لم يحقق بعد اكتفاءه الذاتي في الحبوب التي تستعمل نسبة كبيرة منها في إعداد الخبز بشتى أنواعه، حيث يصل حجم الواردات من الحبوب حوالي %75 من الواردات الفلاحية (حوالي 8 ملايير درهم)، كما أن الشخص الواحد يستهلك حوالي 200 كيلوغرام في السنة من الحبوب في حين أن المعدل العالمي هو حوالي 152 كيلوغرام للشخص الواحد في السنة.
خلال مقابلة أجريناها (فريق العمل) مع رئيس الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات، السيد الحسين أزاز، صرح هذا الأخير أن كيلوغراما واحدا من الخبز الذي تصل كلفته إلى 7 دراهم، يباع الفائض منه بنصف درهم في الحالات العادية، وبدرهم واحد في حالة الجفاف. كما أكد أن قطاع المخابز يتكبد خسائر مالية جسيمة تقارب 3 ملايين درهم يوميا، أي ما يناهز 1,1 مليار سنويا.
بالرغم من الخسائر الاقتصادية التي يخلفها تبذير الخبز، فهناك من يستفيد من هذا الوضع. فمثلا السيد إسماعيل، أب لثلاثة أطفال، يعمل كل يوم في جمع بقايا الخبز من سكان حينا والأحياء المجاورة، طرحنا عليه مجموعة من الأسئلة حول سبب جمعه الخبز اليابس و كذا طريقة تدبيره للكميات التي يجمعها منه وهل يدر عليه أرباحا مالية. من خلال إجاباته، استخلصنا أن الدافع الرئيسي لجمع الخبز هو توفير الحاجيات الضرورية لأسرته حيث يدر عليه مداخيل مالية كافية لذلك. بعد جمعه لكميات لا بأس بها من هذه المادة، يعرضها لأشعة الشمس لمدة 3 أيام، بعد ذلك يبيعها لأصحاب المواشي ليقدموها علفا لها.
تجدر الاشارة أن المستهلك ليس وحده المسؤول عن تبذير الخبز، بل أيضا منتجوه، أي المخابز. في هذا السياق قمنا بزيارة لمجموعة من المخابز الكبرى، تبين خلالها أن أغلب المخابز تتبقى لديهم كل يوم ربع الكمية التي ينتجونها من الخبز.
الآثار الإيكولوجية
تبذير رغيف خبز لا يعني فقط فقدانه، بل أكثر من ذلك، ضياع للموارد الطبيعية التي تطلبها إنتاجه وعلى رأسها: الماء، التربة، الطاقة،….باستنزاف هذه الموارد لا يمكن تحقيق تغذية مستدامة بل وأيضا زراعة مستدامة.
من جهة أخرى، فإن سوء تخزين بقايا الخبز يؤدي الى تشكل فطريات سامة، مما له آثار سلبية على صحة المواشي التي تستهلكه كعلف، و يظهر هذا التأثير بشكل بارز في انخفاض جودة الحليب وكذا جودة اللحوم.
في الختام، يتبين أن الحد من تبذير الخبز مسؤولية الجميع ويجب أن ينخرط فيها كل من المستهلك، المخابز، الجهات المسؤولة عن قطاع المخابز… في هذا الصدد نقدم بعض المقترحات :
- تخصيص يوم في السنة للتوعية بضرورة ترشيد استهلاك الخبز
- عرض وصلات إشهارية في التلفاز وكذا في مواقع التواصل الاجتماعي في هذا السياق تبين الآثار الاقتصادية السلبية و كذا الإيكولوجية لتبذير الخبز.
- وضع لافتات توعوية بالمخابز تحث المستهلك على ضرورة ترشيد استهلاك هذه المادة
- حسن تخزين الخبز المتبقي في البيت و ذلك لإعادة استعماله في وجبات اخرى مناسبة
- على الجهات المسؤولة أن تضع في الشوارع حاويات خاصة بجمع الخبز تحافظ على جودته وتحد من تشكل فطريات سامة فيه، بحيث يصل الى المواشي سليما.
من إنجاز التلميذات :
تأطير :
- الأستاذة حسناء أيت الفقيه